ومضات من سيرة صقر الخليج عبدالله المبارك الصباح

15/06/2012

ومضات من سيرة صقر الخليج عبدالله المبارك الصباح

كتب صالح سلمان العشان الخالدي   في الذكرى السنوية لوفاة المغفور له الشيخ المرحوم عبدالله المبارك الصباح طيب الله ثراه والتي توافق 15 يونيو 1991 وجدت نفسي أقف وقفة إكبار وتبجيل واحترام لصقر الخليج وأنا اتصفح سيرته العطرة والتي يجد قارئها في صفحاتها الكثير من العبر والدروس فهو رجل أفنى عمره وساهم في صنع أساس لبنات وملامح السياسة في شتى الميادين فأصبحت نظرياته تترجم في عصرنا الحالي، فهو رجل عشق تراب الوطن وهو منارة عالية وبرج من أبراج الكويت. ومن الدروس التي استوقفتني عند قراءة سيرة صقر الخليج هي مواقفه تجاه القضايا العربية ونظرته الثاقبة وتحليله لشتى الأمور وبنفس الوقت تكون لنا ردا لبعض ضعاف النفوس الذين يرددون بأن مشاركة الكويت بالقضايا العربية ضعيفة، هو رحمه الله أدرك مبكرا بأن العلاقات أمن لوجودنا وعامل دعم لجهود التنمية. فقد سعى لإقامة علاقات مع الولايات المتحدة الأميركية في مطلع الخمسينيات واستخدم هذه الورقة بتسليح الجيش الكويتي بشتى الأسلحة وكذلك له موقف سنة 1909 بنزع الخلافة من الأتراك وإرجاعها للعرب وفي عام 1913 شارك وساهم بماله لإعداد مؤتمر عربي يعقد في الكويت للنظر في شؤون العرب على ضوء تدهور العلاقات مع الدولة العثمانية. وفي عام 1949 أمر بتوفير الطعام والسكن للحجاج الباكستانيين على نفقته الذين وصلوا للكويت على طيران شركة الشرق الأوسط عندما رفض الوكيل في الشؤون الداخلية استقبالهم. وكان مشجعا على تلقي العلم ففي عام 1956 وأثناء انعقاد المؤتمر الإسلامي في مصر حرص على الاطلاع وتفقد أحوال الطلبة الكويتيين الدارسين في مصر وحل جميع مشاكلهم ومتابعة تقدمهم العلمي. وكان من الصفات التي اشتهر بها الشيخ التسامح الديني وكان يزور جميع الناس بدون تفرقة وكان يدعوهم للتلاحم الوطني وحب الوطن والدفاع عنه. وفي عام 1958 كان هو صاحب فكرة عقد مؤتمر «أقطاب العرب» للتنسيق بين المواقف العربية، وفي عام 1958 هو أول من أثار مسألة انضمام الكويت للجامعة العربية لكي تمارس نشاطها في خدمة العرب، وفي عام 1959 سعى الشيخ لتصفية الخلافات بين القاهرة وتونس. وفي عام 1959 ألقى الشيخ كلمة بثتها إذاعة الكويت ذكرتها أن إقامة الجمهورية العربية المتحدة هو حدث تاريخي عظيم في حياة الأمة وأعلن اليوم التالي إجازة رسمية عُطلت فيها المصالح الحكومية، وكذلك يعتبر الشيخ له الفضل والدور الأساسي في توحيد العالم العربي فقد كانت الكويت أول دولة عربية تنفذ قرارات الجامعة العربية برفع الحواجز الجمركية بينها وبين الدول العربية. هذه بعض الومضات من سيرة صقر الخليج نذكرها للتزود والاستفادة منها حتى تكون لنا نبراسا ولشباب الكويت وطلب الهمة والحماسة، وهو منارة عالية وبرج الكويت فإلى جنات الخلد يا شيخنا.