الخميس، 24 مايو 2012

الرجل.. النموذج


بقلم: ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺴﻌﻮدي






ﻣﻦ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻘﺎءات اﻟﻤﺮﺷﺤﯿﻦ ﻟﻌﻀﻮﯾﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﺔ؛ ﺳﻮاء ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻮه اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ أو اﻟﺠﺪﯾﺪة، ﺳﯿﻠﺤﻆ ﺣﺘﻤﺎ أن اﺳﻢ اﻟﺸﯿﺦ اﻟﺮاﺣﻞ
ﻋﺒﺪاﷲ اﻟﻤﺒﺎرك اﻟﺼﺒﺎح -ﻃﯿﺐ اﷲ ﺛﺮاه- ﻛﺎن ﻟﮫ ﻧﺼﯿﺐ اﻷﺳﺪ ﻣﻦ ﺑﯿﻦ اﻷﺳﻤﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﺮددت ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻮارات واﻟﻠﻘﺎءات
واﻟﻨﺪوات، ﻛﻨﻤﻮذج ﻟﻠﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﺗﺨﻠﻰ ﻋﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﻄﻮﻋﮫ وإرادﺗﮫ واﺧﺘﯿﺎره، ﻋﻨﺪﻣﺎ رأى أن ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺑﻼده ﺗﺤﺘﻢ ذﻟﻚ
اﻟﺨﯿﺎر اﻟﺼﻌﺐ، ﻣﻊ ﻋﻠﻤﮫ أﻧﮫ ﻛﺎن ﯾﻤﻠﻚ اﻟﺤﻈﻮة واﻟﺘﻘﺪﯾﺮ اﻟﻜﺒﯿﺮ ﻣﻦ أﻓﺮاد اﻷﺳﺮة اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻛﺎﻓﺔ، وﻣﻦ ﻛﻞ أﻃﯿﺎف اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ،
ﺣﯿﺚ اﻣﺘﺪت ﻋﻼﻗﺎﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ واﻟﺨﺎرج ﻛﺮﺟﻞ ﻗﻮﻣﻲ ﯾﺸﺠﻊ اﻟﺤﺮﯾﺎت وﯾﺘﺒﻨﻰ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺮوﺑﻲ، ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻼﻗﺘﮫ اﻟﻮﻃﯿﺪة
ﻣﻊ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻓﻲ اﻟﺠﺰﯾﺮة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ، وﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻼﻗﺘﮫ ﻣﻊ ﻛﻞ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻗﯿﺎدات وﺷﻌﻮﺑﺎ،
واﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﮭﺎ ﺑﺘﻌﺒﯿﺮه ﻋﻦ اﻟﻤﺤﺒﺔ ﻷﻣﺘﮫ، ﺑﺈﻟﻐﺎء ﺗﺄﺷﯿﺮات دﺧﻮل اﻟﻌﺮب إﻟﻰ اﻟﻜﻮﯾﺖ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﺗﻮﻟﯿﮫ ﻣﻨﺼﺐ ﻧﺎﺋﺐ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ
اﻟﻜﻮﯾﺖ، ﻟﻜﻦ ذﻟﻚ اﻻﻣﺘﺪاد واﻟﺮﺳﻮخ ﻟﻢ ﯾﻌﺠﺐ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﻈﻤﻰ، وﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﮭﺎ ﺑﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺎ، اﻟﺘﻲ ﺳﻌﺖ إﻟﻰ إزاﺣﺘﮫ وﻣﻀﺎﯾﻘﺘﮫ
ﺑﻜﻞ اﻟﻄﺮق ﻛﻲ ﻻ ﯾﺘﻮﻟﻰ اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻜﻮﯾﺖ، وﻷﻧﮫ ﻧﮭﻞ اﻟﺤﻨﻜﺔ واﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﺪرﺳﺔ ﻣﺒﺎرك اﻟﻜﺒﯿﺮ، ودرس اﻷوﺿﺎع،
اﺧﺘﺎر أن ﯾﻌﺘﺰل اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ، وﯾﺘﺮك اﻷﻣﺮ ﻃﻮﻋﺎ ﻟﻤﻦ ﯾﻜﻤﻞ اﻟﻤﺴﯿﺮة ﻣﻦ ﺑﻌﺪه، واﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺒﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺔ ﻣﻠﯿﺌﺔ
ﺑﺘﻔﺎﺻﯿﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ وذﻟﻚ اﻟﺤﺪث، وأﻇﻦ أن اﻟﺸﯿﺨﺔ د.ﺳﻌﺎد اﻟﺼﺒﺎح ﺗﻤﻠﻚ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻨﮭﺎ.
اﻟﻤﺮﺷﺤﻮن رددوا ھﺬا اﻻﺳﻢ اﻟﻜﺒﯿﺮ ﻛﺄﻧﻤﻮذج ﻓﺬ ﻟﻠﺘﻀﺤﯿﺔ، واﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار اﻟﺤﻜﯿﻢ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﺗﻤﺎﻣﺎ..
وھﻮ ﻓﻌﻞ ﯾﺴﺘﺤﻖ اﻹﻋﺠﺎب وﻻ ﯾﻘﺪم ﻋﻠﯿﮫ إﻻ ﻗﻠﺔ ﻗﻠﯿﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس..
ﻛﻢ ﺗﺤﺘﺎج اﻟﻜﻮﯾﺖ إﻟﻰ أﻣﺜﺎل ﻋﺒﺪاﷲ اﻟﻤﺒﺎرك اﻟﺼﺒﺎح، اﻟﺬي ﺗﺮك ﻣﻦ ﺑﻌﺪه ذرﯾﺔ ﻃﯿﺒﺔ ﺗﺸﺒﮭﮫ، ﻓﺎﻷرض اﻟﻤﺒﺎرﻛﺔ دوﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ
زرﻋﮭﺎ ﻣﺒﺎرﻛﺎ، وﺛﻤﺎرھﺎ ﻣﻦ أﻃﺎﯾﺐ اﻟﺜﻤﺮ.. وﺻﺪﻗﺖ أم ﻣﺒﺎرك إذ ﻗﺎﻟﺖ ﻋﻨﮫ:
ﺻﻌﺐ ﻋﻠﻰ اﻷﺣﺮار أن ﯾﺴﺘﺴﻠﻤﻮا
ﻗﺪر اﻟﻜﺒﯿﺮ ﺑﺄن ﯾﻈﻞ ﻛﺒﯿﺮ






نشر في جريدة الكويتية

٢٠١٢/‏٥/‏٢٤




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق