إشراقات من سيرة صقر الخليج الشيخ عبدالله المبارك الصباح رحمه الله
بقلم: صالح سلمان العشان الخالدي
بتاريخ 15/6/1991 رحل عنا المغفور له الشيخ عبدالله المبارك الصباح وكانت حياته حافلة بالإنجازات والعطاءات ومع ان العصر قد انقضى ورحل إلا ان سيرته تظل معنا رحمه الله.
والدروس التي نستلهمها من أحداثه تظل نبراسا لمستقبل كويتنا وهاديا لشبابها، فكان رحمه الله مقداما لا يهاب الأخطار وسيرته مفعمة بالأحداث التي تشير الى شجاعته الشخصية، فحياة هذا الرجل هي قصة أحد أبناء الكويت الذين نذروا حياتهم من اجل الوطن، وقصة عبدالله المبارك الصباح، طيب الله ثراه، نموذج للاعتداد بالذات وللانتماء للشعب والوطن، فيا شباب الكويت انهلوا من سيرة هذا الرجل فستجدون في صفحاتها ما يثير الهمة ويقوي الإرادة ويدعم الحماسة والتصميم وقد كانت حياته صعبة جدا ولكنه نجح وسعى وأسس كويتنا الحديثة وأرسى دعائمها في شتى المجالات ويكمن هذا في حب الوطن والانتماء إليه والثقة في مستقبله والاعتقاد برسالة الكويت كنموذج سياسي واجتماعي جدير بالاقتداء. واذا تصفحنا حياته، رحمه الله وأخذنا من بعض ومضات سيرته المختلفة نجد في مجال التعليم وخلال ترؤسه لمجلس المعارف أسس القوانين التعليمية ومنها العقود الجديدة للمدرسين ووضع القواعد الخاصة بتنظيم الموسم الثقافي وتعميم مياه الشرب على جميع المدارس بالقرى والاشتراك في معسكرات الكشافة في الخارج وإشراك الكويت في المؤتمرات العالمية وفي هيئة اليونسكو، فهو رجل خلص الكويت من ظلام الجهل ويؤمن إيمانا صادقا بأن التعليم والتربية يسهمان في تكوين الأمم والشعوب وبأن سلامة الكويت من اي خطر خارجي او مرض داخلي تتطلب أولا وقبل كل شيء التخلص من الجهل والظلام الذي يفتك بالعقول وكذلك مساهماته في الطيران المدني فقد أسس قطاع الطيران المدني واعتبره احد مظاهر الحياة الحديثة الذي ينبغي ان تشارك فيه الكويت، لهذا افتتح عام 1953 نادي الطيران الكويتي ومدرسة الطيران وتم شراء 4 طائرات تدريب لاستخدام اعضاء النادي، وقد أدرك مبكرا ان العلاقات مع الدول امن لوجودنا وعامل دعم لجهود التنمية فقد سعى الشيخ لإقامة علاقات مع شتى دول العالم في شتى الميادين واستخدم هذه الورقة بتسليح الجيش الكويتي بشتى الأسلحة وفي عام 1949 أمر بتوفير الطعام والسكن للحجاج على نفقته الخاصة وفي عام 1959 ألقى الشيخ كلمة بثتها إذاعة الكويت ذكر فيها ان إقامة الجمهورية العربية المتحدة هي حدث تاريخي عظيم في حياة الأمة وأعلن اليوم التالي إجازة رسمية وله الفضل والدور الأساسي في توحيد العالم العربي فقد كانت الكويت أول دولة عربية تنفذ قرارات الجامعة العربية برفع الحواجز الجمركية بينها وبين الدول العربية وله مواقف عديدة في تصفية الخلافات العربية وتوحيد صفوف الأمة، كذلك لا ننسى دور زوجته الشيخة سعاد الصباح فكان لها الدور العظيم في مسيرته العظيمة فقد كانت ناقدة وشاعرة ونالت شهادة الدكتوراه وكان عنوان رسالتها «التنمية والتخطيط في الكويت»، وقد أسست مسابقات عدة لتشجيع الشباب العربي على الإبداع الأدبي والعلمي.
هذه بعض ومضات من سيرة صقر الخليج، طيب الله ثراه، نذكرها للتزود والاستفادة منها حتى تكون نبراسا لشباب الكويت في الهمة والحماس وسيبقى اسمك يا شيخنا منارة عالية فإلى جنات الخلد.
نشرت في جريدة الأنباء الكويتية
28 مايو 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق