الأربعاء، 27 يونيو 2012

طاب من رباك


إلى روح الشيخ عبد الله المبارك
في ذكرى رحيله السادسة عشرة

للشاعر : نبيل عبده حسان المشولي ( اليمن )

لله درك يا عطاء أمجدا
مج الحيــاة بلا وفاء أو هدى
لله درك يا رفاء بلسمت
أيامه الدنيــا فأشفت كل دا
لله درك يا نقاء غردت
حوليــه أفئدة المروءة والندى
لله درك يا سحابا أثلجت
أمواهه صدر الكويت على المدى
يا من أذاب فؤاده كي لا يرى
نبض البـراءة والسلامه مجهدا
يا من تغنى للنخيل وطلعه
وأبى كسيف للحمى أن يغمدا
أعطى الكويت وأهلها أنفاسه
وبنور أكمام الجنان تغــردا
ألقيت أسباب البقاء على الخنا
للعابدين مذلة غمد الــردى
ياسيدي يا بن المبارك سعيه
طوبى لطيبك في الجنان مخلـدا
من بعد ما عشت الحياة مكرماً
بعت الحياة إلى النعيم ممجــدا
إذ فزت في الدنيا بذكر ماجد 
وحللت في الفردوس حلا أحمدا
* * * *
يا أبن خير الناس نفسا طاب من
رباك عبـدا للإله وأكــدا
وسقى الإله البر حضنا طاهرا
أسقاك أسرار المبرة والهــدى
وحنى على جنبيها بصلاته
وعليك يا نسل الكرامة والجدا
منذ الصبا أقسمت يا ابن مبارك
أن لا ترى طير الكويت مشردا
وأبيت عبد الله أن لا تنحني
ذلا لغيـــر الله ربا أوحدا
كالشمس مبذالا على كل الثرى
تكسو الحياة بغيـر من عسجدا
كالسحب تلبس ها هنا أو هاهنا
روض الحياة سنادسـا وزمردا
كالنخل تعطي ثم لا تخشى على
مر الزمان سفاهة أن تجحـدا
فيك الشهامة ذات جذر غائر
يذكى ويشعل فيك أرواح الفدا
تهتم من اجل الديار وأهلها
تغتم إن رأى العروبة فنــدا
تحنو على القلب اليتيم وأمه
وإليهما تزجى البشاشة والــددا
حتى رحلت إلى الخلود برغبة
عجلى . . تؤكد طيب قلبك محتدا
من بعد ما نلت القلوب محبة
وصنعت درباً للمكارم أرشــدا
يا قدوة الابن المبارك لم تزل
فينا ومنا بالغوالي تفتــــدى
طابت حياتك في ديار الله يا
نهجا سويا حقه أن يقتـــدى
يا سيدي يا ابن المبارك طب فلا
عاشت ولا طابت طواغيت العـدا
أخزاهم الجبار في الدارين لا
عز الذي بتر الأواصر واعتــدى
ها هم إلى قعر الجحيم تساقطوا
بئس المصير إلى ضيــاع أبعـدا
الغاهم التاريخ من صفحاته
لا يثبت التاريخ ذكــرا أسـوا
وترنمت شمس الصباح بأفقها
والطير غنى للكويت وأنشــدا
حقد الظلام تمزقت أحلامه
وتبعثرت . . فانهار تمثال الردى
طب يا أمير الطيبين فأنت في
أسمى القلوب على سمو سرمــدا
ها هم جنو ثمر البوار مذلة
وانهار ما شادوا على من شيــدا
مسك الختام عليك من رب الهدى
أشهى سلام طالما طير شـــدا
وعلى ذويك الطيبين وأرضكم
ما أسفر الصبح ا لجميل وجـددا
ثم الصلاة على النبي وآله
من جاء بالنور المبيـن محمــدا 

الأربعاء، 13 يونيو 2012

أبي وسيدي وذاكرتي




بقلم: أمنية عبدالله المبارك الصباح




سبعة عشر عاماً مضت على غيابه. لا في يوم ولا في ليلة غاب ذكره عن اللسان وعن القلب.

عبد الله مبارك الصباح..


أبي وسيدي وذاكرتي، كأنها الأمس، كانت لحظة الحزن السوداء، الأكبر في الروح والأعمق جرحاً. كنا نحلم بيوم العودة إلى الوطن وقد تحرر من رجس الشيطان فإذا بنا نعود ولكن بالسيف في غمده، وبأحزان الرحيل الأبدي تغلق العين.

من يومها ونحن نعيش ذكراه ولكن من غير أن نذكر رحيله بالكلمات.. نستعيد ذكرياتنا معه إذا جلسنا إلى مائدة الطعام، أو تأهبنا للخروج في رحلة، أو ترافقنا إلى موقع في زيارة، وكأنه لا يزال مقيماً بيننا، وصاحب القرار في خطونا .
ومن يومها وأنا استعيد ساعات العمر مع أفلام سجلناها في مناسبات أسرية أو رحلات عائلية، ألجأ إليها لأحفظ لذاكرتي نضارة الحضور. كذلك عشت مع هذه الصور أياماً وليال طويلة وأنا أعيد الحوار معها وكأن صاحبها يقف هناك عند باب غرفتي يطمئن إلى زوال الحمى عني حين أمرض.
لكن، في لحظة صدق ووفاء شعرت أن من حق التاريخ علينا أن نطلق هذه الصور ليقرأ فيها شعبنا بعض أحداث حياتنا وليعيش معنا تلك الساعات الرائعة من العمر الذي نتشارك فيه مع الآخرين في قراءة الزمن .
إلى أبي،
إلى عبد الله مبارك الصباح،

وفاء يبقى حتى آخر همسة من حياة .


                                 - أمنية عبد الله مبارك الصباح

2008