بقلم: أمنية عبدالله المبارك الصباح
سبعة عشر عاماً مضت
على غيابه. لا في يوم ولا في ليلة غاب ذكره عن اللسان وعن القلب.
عبد الله مبارك
الصباح..
أبي وسيدي وذاكرتي،
كأنها الأمس، كانت لحظة الحزن السوداء، الأكبر في الروح والأعمق جرحاً. كنا نحلم
بيوم العودة إلى الوطن وقد تحرر من رجس الشيطان فإذا بنا نعود ولكن بالسيف في
غمده، وبأحزان الرحيل الأبدي تغلق العين.
من يومها ونحن نعيش
ذكراه ولكن من غير أن نذكر رحيله بالكلمات.. نستعيد ذكرياتنا معه إذا جلسنا إلى
مائدة الطعام، أو تأهبنا للخروج في رحلة، أو ترافقنا إلى موقع في زيارة، وكأنه لا
يزال مقيماً بيننا، وصاحب القرار في خطونا .
ومن يومها وأنا
استعيد ساعات العمر مع أفلام سجلناها في مناسبات أسرية أو رحلات عائلية، ألجأ
إليها لأحفظ لذاكرتي نضارة الحضور. كذلك عشت مع هذه الصور أياماً وليال طويلة وأنا
أعيد الحوار معها وكأن صاحبها يقف هناك عند باب غرفتي يطمئن إلى زوال الحمى عني
حين أمرض.
لكن، في لحظة صدق
ووفاء شعرت أن من حق التاريخ علينا أن نطلق هذه الصور ليقرأ فيها شعبنا بعض أحداث
حياتنا وليعيش معنا تلك الساعات الرائعة من العمر الذي نتشارك فيه مع الآخرين في
قراءة الزمن .
إلى أبي،
إلى عبد الله مبارك
الصباح،
وفاء يبقى حتى آخر
همسة من حياة .
- أمنية عبد الله مبارك الصباح
2008