السيرة الذاتية لسمو الشيخ عبدالله مبارك الصباح نائب حاكم الكويت ومؤسس الجيش والشرطة والطيران 1914 - 1991

السيرة الذاتية

لسمو الشيخ عبدالله مبارك الصباح

1914 - 1991

·       1914 ولد سمو الشيخ عبدالله المبارك في 23 أغسطس (آب) على أرجح الأقوال، وهو النجل الأصغر لمؤسس دولة الكويت الحديثة الشيخ مبارك الكبير.

·       18/9/1960 تزوج سمو الشيخ عبدالله المبارك من سعاد محمد الصباح.

·       1961 رزق بابنه مبارك (البكر)، وفي 1971 بابنه محمد، وفي 1972 بابنته أمنية، وفي 1976 بابنه مبارك، وفي 1980 بابنته شيماء.

·       1926 سمو الشيخ عبدالله المبارك يشرع في مجالات العمل العام في سن مبكرة لم تتجاوز الثانية عشرة، وذلك عندما كُلّف حراسة إحدى بوابات سور الكويت، وينجح في مهمته تلك نجاحاً مبهراً بكل حزم وذكاء، ويستمر نشاطه في دوائر الحكم الكويتي بعد ذلك ما يقارب 35 عاماً منفّذاً أو صانعاً للقرار.

·       1926 – 1940 صعوبة في رصد تفاصيل حياة سمو الشيخ عبدالله المبارك حسب الوثائق التاريخية المتوافرة لما بين هذين العامين.

·       1926 – 1946 سمو الشيخ عبدالله المبارك ينجح في العمل على إيجاد مؤسسات متوازنة للسلطة في الكويت.

·       1942 يتولى رئاسة دائرة الأمن العام، ويصبح حاكماً لمدينة الكويت إثر وفاة الشيخ علي الخليفة.

·       1940 سمو الشيخ عبدالله المبارك يتصرف بحكمة منقطعة النظير إزاء قيام سموه بمعاقبة اثنين من خدم الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بسبب تطاولهما على بعض المواطنين الكويتيين، وهو ما أدى إلى موقف متأزم مع الملك عبدالعزيز آل سعود، انتهى إلى إعجاب الملك بسمو الشيخ عبدالله المبارك، وإهدائه سيارتَي (فورد)، احتفظ بإحداهما حتى الغزو الغاشم 1990.

·       1943 يقوم بموقف شهم، حيث اشترى سيارة الكولونيل ديكسون بمبلغ 45 ألف روبية لمساعدة الحجاج الإيرانيين على السفر إلى مكة.

·       1944 سمو الشيخ عبدالله المبارك يساهم بشجاعته المعروفة في تجاوز خطر كبير هدد الكويت آنذاك بسبب مقتل أحد أفراد شيوخ قبيلة المنتفق والوعيد بشن حرب على الكويت.

·       1945 يترأس محكمة خاصة بفض النزاعات القبلية والمشاجرات والسرقات ومهمة تحقيق الأمن في الكويت، وكان مقرها منطقة الصفاة، وبريطانيا تؤكد في ذلك الوقت أن دائرة الأمن تتولى كل أعمال الأمن داخل مدينة الكويت بإدارة المحكمة التي يترأسها سمو الشيخ عبدالله المبارك.

·       1945 يحصل على وسام الإمبراطورية الهندية من الحكومة البريطانية بدرجة رفيق CIE، وذلك تقديراً لجهوده خلال الحرب العالمية الثانية.

·       1946 – 1960 يحمل على عاتقه مع صنّاع القرار في الكويت مسؤولية التخطيط والتنفيذ لمرحلة التغير السريع في المجتمع ومؤسسات الدولة الكويتية.

·       1948 سمو الشيخ عبدالله المبارك يتولى مسؤولية وضع اللبنة الأولى لقوة دفاع الكويت.

·       1948 يقوم بإنشاء إدارة تتولى شؤون جوازات السفر والجنسية بطلب من أمير الكويت الشيخ أحمد الجابر.

·       1949 سمو الشيخ عبدالله المبارك يأمر هاني قدومي بإصدار أول جواز سفر كويتي.

·       1949 يتسلم وساماً من الحكومة اللبنانية دون استئذان الحكومة البريطانية التي كانت مرتبطة مع الكويت بمعاهدة حماية موقعة منذ 1899.

·       1949 يضع تصوره لبناء جيش الكويت وأهدافه.

·       1950 سمو الشيخ عبدالله المبارك يستقبل سمو الشيخ عبدالله السالم القادم من الهند قبيل تنصيبه أميراً على الكويت بأيام قليلة.

·       1951 سموّه يشرف على إنشاء ميناء الأحمدي.

·       1951 يقوم بزيارة تاريخية إلى لندن، ويجري جولة على شوارعها ومعالمها للاختلاط بالإنجليز في حياتهم العامة.

·       1951 سمو الشيخ عبدالله المبارك يرأس إذاعة الكويت مع انطلاق بثها لأول مرة من مبنى الشرطة والأمن العام، حيث استمر حتى العام 1960 رئيساً لها.

·       1950 و1960 يصبح حاكماً للكويت بالنيابة بشكل متكرر ومتوالٍ، وبخاصة في السنوات الثلاث الأخيرة التي كانت في معظمها تحت حكمه بالنيابة، وذلك بسبب مرض سمو الشيخ عبدالله السالم وسفره إلى الخارج.

·       1952 سمو الشيخ عبدالله المبارك يتولى الرئاسة الفخرية لنادي الاتحاد الرياضي والنادي الثقافي القومي منذ تأسيسه.

·       1952 سموه يفتتح النادي الأهلي.

·       1952 يتقلّد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة من قِبل الرئيس السوري أديب الشيشكلي.

·       1952 سمو الشيخ عبدالله المبارك يستقبل الأمير عبد الإله الوصي على عرش العراق خلال زيارته للكويت وبرفقته نوري السعيد رئيس الوزراء.

·       1953 يستقبل الأمير عبدالله والملك فيصل الثاني في قصر مشرف.

·       1953 يترأس الوفد الكويتي الذي شارك في احتفالات تتويج فيصل الثاني ملكًا على العراق.

·       1953 يعلن خطة لإنشاء إدارة خفر السواحل.

·       1953 سموه ينشئ نادي الطيران ويعيّن مدربه الإنجليزي الكابتن لاش، وافتتاح النادي ومدرسة الطيران في نفس العام.

·       1953 يقوم بطرد خمسة من التجار اليهود إلى خارج الكويت، أبرزهم أنور كوهين.

·       1953 سمو الشيخ عبدالله المبارك يحذر إدارة النادي الثقافي من الاستقطاب السياسي.

·       1954 ينجو -بفضل الله- من حادث خطير جداً إثر تهشّم سيارته نتيجة ملاحقته عدداً من المهرّبين.

·       1954 سمو الشيخ عبدالله المبارك يقدم احتجاجاً شديد اللهجة إلى بريطانيا بسبب احتساء بعض الموظفين البريطانيين الخمور على الملأ.

·       1954 سموه يعيَّن قائداً عاماً للجيش.

·       1954 يصدر قراراً بتعيين فهد محمد صالح العتيقي مسؤولاً ومديراً لمطار الكويت.

·       1954 يزور العراق ويعقد مفاوضات مع وزير الخارجية بالنيابة شاكر الوادي لمعالجة القضايا المشتركة وبخاصة قضية الحدود.

·       1955 بريطانيا تصف إمكانية توّلي سمو الشيخ عبدالله المبارك الحكم في الكويت بأنها كارثة، وتشيع لعدة سنوات نبأ تجهيز نفسه لخلافة سمو الشيخ عبدالله السالم.

·       1956 سمو الشيخ عبدالله المبارك يعلن إنشاء إدارة للطيران المدني تتبع الأمن العام في بداية أكتوبر من العام ذاته.

·       29/2/1956 سموه ينال وشاح النيل من الرئيس المصري جمال عبدالناصر.

·       1956 وفاة والدة سمو الشيخ عبدالله المبارك.

·       1956 سموه يزور بريطانيا بدعوة من الجنرال تمبلر رئيس هيئة الأركان العامة للجيش البريطاني، وعلى رأس جدول أعماله التفاوض للحصول على عشر عربات مصفحة.

·       1956 يقوم بأولى زياراته الرسمية إلى مصر بدعوة وجهتها له حكومة الثورة والمؤتمر الإسلامي.

·       1956 جريدة الجمهورية المصرية تصف سمو الشيخ عبدالله المبارك بأنه الرجل الذي خلّص الكويت من ظلام الجهل.

·       1956 بريطانيا تتحدث عن العودة السريعة لسمو الشيخ عبدالله المبارك في أول نوفمبر بعد مغادرة الأمير إلى جزيرة فيلكا للسيطرة على الموقف المتفجر بخروج المظاهرات في الكويت تضامناً مع مصر بعد العدوان الثلاثي عليها.

·       1956 سمو الشيخ عبدالله المبارك يقود دائرة الشرطة لمواجهة الأحداث المتفجرة في الكويت، وذلك بتوجيهات من سمو الشيخ عبدالله السالم.

·       1957 يصدر قراراً خاصاً بتعديل حدود ميناء الأحمدي لتوسيعه.

·       1957 مرسوم أميري بدمج «قوات الأمن» و«قوات الحدود» برئاسة سمو الشيخ عبدالله المبارك.

·       1957 سموه يطلب شراء 6 آلاف بندقية من بريطانيا.

·       1958 يشارك في المؤتمر الإسلامي بالجزائر.

·       1957و1958 ثلاث زيارات لسمو الشيخ عبدالله المبارك إلى العراق بحثاً عن حلول لقضية الحدود.

·       1958 سمو الشيخ عبدالله المبارك يزور مصر، ويصرح بأن الكويت جزء من المجموعة العربية، ويطرح فكرة انضمام الكويت للجامعة العربية.

·       1958 يجتمع مع الملك سعود ويقترح عقد مؤتمر أقطاب العرب.

·       1958 يصدر قانون الطيران المدني، وبريطانيا تعترض وتعتبره مخالفاً لاتفاق 1956.

·       1958 يقبل من حيث المبدأ تعيين مستشار بريطاني للجيش الكويتي.

·       1959 سموه يعمل على زيادة عدد أفراد الجيش الكويتي.

·       1959 يحتج لدى بريطانيا بسبب اللافتات الإنجليزية الماسّة بالآداب.

·       1959 سمو الشيخ عبدالله المبارك يجري مشاورات في لندن بشأن الخطط الدفاعية التي ستقدمها بريطانيا للكويت في حال حدوث عدوان خارجي، وذلك على إثر التهديدات العراقية المتكررة آنذاك.

·       1959 يلقي كلمة بصفته حاكماً بالنيابة يشيد فيها بالوحدة السورية – المصرية.

·       1959 اجتماع المجلس الأعلى برئاسة سمو الشيخ عبدالله السالم والشيخ فهد السالم وانتقاد السلوك المتعاطف لسمو الشيخ عبدالله المبارك والشيخ صباح الأحمد تجاه المعارضة، وذلك على إثر التوجهات الناصرية الشائعة آنذاك.

·       1959 سمو الشيخ عبدالله السالم يصدر مرسوماً بدمج الشرطة والأمن العام في دائرة  واحدة يرأسها سمو الشيخ عبدالله المبارك.

·       1959 جريدة الأهرام تنشر أن سمو الشيخ عبدالله المبارك أمر بترحيل 500 عراقي على إثر أحداث الثورة العراقية والمد الشيوعي الذي وصل الكويت آنذاك، وقد تم النجاح في القضاء على خطرهم في ذلك العام.

·       1959 سمو الشيخ عبدالله المبارك يتبرع بأرضه في دسمان لإنشاء مبنى إدارة الصحة المدرسية.

·       1959 إقرار مشروع إعداد سجل تاريخي يحتوي على الوثائق الخاصة بتاريخ الكويت.

·       1959 سمو الشيخ عبدالله المبارك يرد على السلطات العراقية بعدم موافقته على توصيل مياه شط العرب إلى الكويت لأن العراق وقع في أيدي الشيوعيين الذين يقومون بعمليات تصفية دموية ضد معارضيهم، وهو ما يمنع سمو الشيخ عبدالله المبارك من وضع يده في أيديهم.

·       1959 سموه يجتمع مع الأمين العام للجامعة العربية، ويؤكد أن الكويت ستصبح عضواً في الجامعة العربية.

·       1959 يسعى لتصفية العلاقات بين القاهرة وتونس.

·       1960 سمو الشيخ عبدالله المبارك يترأس أول اجتماع لمجلس المعارف في فبراير من ذلك العام، ويناقش مع الأعضاء إنشاء جامعة الكويت.

·       1960 يفصح عن رغبته في شراء ست طائرات تدريب نفاثة من بريطانيا.

·       1960 يحوز على الوشاح الأكبر للقديس مرقص من قبل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس.

·       1960 دمج هيئة التنظيم وهيئة المجلس الأعلى في هيئة واحدة مكونة من سمو الشيخ عبدالله المبارك وسمو الشيخ سعد العبدالله و8 أعضاء من خارج أسرة الصباح.

·       1960 سمو الشيخ عبدالله المبارك يستقبل ملك المغرب محمد الخامس.

·       1960 ينال الوشاح الأكبر لوسام الاستحقاق اللبناني من رئيس الجمهورية فؤاد شهاب.

·       1960 يسافر بصحبة سمو الشيخ عبدالله السالم إلى الرياض للتفاوض على الأرض المحايدة. ثم يعود الشيخ عبدالله السالم، ويترك الشيخ عبدالله المبارك لإنهاء التفاوض.

·       1961 سمو الشيخ عبدالله المبارك يسافر إلى العراق لحضور الاحتفال بافتتاح الميناء الجديد في أم قصر ويلتقي بعبد الكريم قاسم.

·       1961 يستقبل الملك سعود خلال زيارته للكويت.

·       1961  سمو الشيخ عبدالله المبارك يسافر بصحبة أسرته إلى بيروت.

·       1961 سمو الشيخ عبدالله المبارك يستقيل من جميع مناصبه السياسية.

·       1961 المجلس الأعلى يرفض استقالة سمو الشيخ عبدالله المبارك، وبريطانيا تتوقع عودته لشغل مناصبه السابقة قريباً.

·       1961 سموه يرفع صوته في الصحافة اللبنانية مندداً بالانفصال السوري عن مصر.

·       1961 يُرزق بأول أطفاله (مبارك) في 29 أغسطس.

·       1963 سمو الشيخ عبدالله المبارك يقوم بزيارة إلى الفاتيكان بدعوة من البابا.

·       1963 سموه يهدي الجيش المصري 100 سيارة جيب.

·       1965 يلتقي الرئيس العراقي عبد السلام عارف في مصر.

·       1965  سمو عبدالله المبارك  يقرر السفر إلى القاهرة مع عائلته.

·       1966 الحكومة المصرية تعفي ما يرد لسمو الشيخ عبدالله المبارك من أشياء للاستعمال الشخصي من الضرائب والرسوم الجمركية.

·       1966 سمو الشيخ عبدالله المبارك يدعى من قبل الرئيس المصري جمال عبد الناصر لحفل زواج كريمته هدى.

·       1966 يرسل شيكاً بمبلغ مليون دولار للرئيس المصري جمال عبد الناصر تاركًا للرئيس أمر توجيهه إلى أي غرض من أغراض النفع العام.

·       1967 يتبرع بمساعدات طبية لمصر.

·       1973 سموه يترك في مصر ثرى ابنه البكر «مبارك».

·       1973 يتبرع بمبلغ مليون جنيه مصري لصالح المجهود الحربي.

·       1978 سمو الشيخ عبدالله المبارك يعود مع أسرته إلى الكويت.

·       1983 يرسل خطاباً إلى الشيخ جابر الأحمد يعبّر فيه عن قلقه وهواجسه حول الأوضاع في الكويت.

·       1990 يوجه خطاباً في أكتوبر إلى صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد في الطائف على إثر أحداث غزو الكويت يعبر فيها عن ألمه، ويسدي لسموه بعض النصائح.

·       15 يونيو 1990 سموه يغادر الكويت إلى لندن للعلاج.

·       15 يونيو 1991 تفيض الروح إلى خالقها أثناء وجود سمو الشيخ عبدالله المبارك في لندن، ويوارى الثرى في مقبرة الصليبخات بالكويت في اليوم التالي.

أبي.. وَداعٌ يتجدَّدُ وذكرى لا تغيب - بقلم: مبارك عبدالله المبارك الصباح

أبي.. وَداعٌ يتجدَّدُ وذكرى لا تغيب

بمناسبة مرور 25 عاما على رحيل والدي الشيخ عبدالله مبارك الصباح طيب الله ثراه

بقلم: مبارك عبدالله المبارك الصباح

يحدث أن لا نألف الغياب أحيانا.. ولانستسلم لسطوته.. وهنا رجل أقوى من غيابه.

تظلّ ذكراه خالدة في الزمان، وعابقة في المكان.. 

ذكرى ترتفع في المدى العمودي حين علمنا خطوات الاقتراب من الله وأبجديات تصفية القلب والنفس والارتقاء بالروح إلى مراتبها السامية، وذكرى تمتد في المدى الأفقي حيث هيأ لنا وسائل بناء علاقاتٍ طيّبةٍ مع الناس، ونشر الخيرِ والعلمِ.

وهذا قليل من كثير تعلّمتُه وحفظته والتزمت به.. مثلماحفظتُ كلمته التي كان يردّدها دائماً: "نحن نؤمِن بالمستقبل"..

أخاطب الإنسان الرقيق.. وأخاطب رجل الدولة القوي الذي كان متفائلاً في أحلك الظروف، ومبتسماً في أعتى الأزمات.. لا يتخلى عن حكمتِه ولا عن التأنّي في التصرّف حتى في سورات غضبه..

أبي.. الذي يراه لعالَمُ كلّه أنه أبي، وأنا أراه العالَم كله.

ربع قرنٍ مرّ على رحيله.. وكلّما طال الغياب زادَ حضوره.. وكلّما صادفتُ أحداثاً تذكّرتُ تفاصيلَ التفاصيلِ من كلامه، وتلك الرؤية المستقبليّة التي يتمتَّع بها ويسقطَها على الواقع.. لتتناسب معه تماما.

هو الحاضر في القضايا، وفي حكايات مَن عاصروه ومَن التقَوا به ومَن عملوا معه. 

كانتِ الكويت في أشدّ حالاتها حاجَةً إلى رجل نشِط لا يهدأُ.. يعمل على مدار الساعة، لأنها لحظاتُ البناء التي تتطلّب مواصفاتٍ خاصَّة، ورجالاً من طراز خاص.

مِن حُسن حظِّ الكويت أنْ كانَ فيها عددٌ من الرجال الذين هيَّؤُوا لها ذلك، وحرَصُوا على متانة أعمدة الأساس.. لأنّهم يعرفون أنّ الأعاصيرَ كثيرةٌ، والزلازلَ عديدةٌ، فلا بُدَّ مِن التحضير لها بقواعدَ فولاذيّةٍ قادرةٍ على الصمود.. على أنه إذا تأثّرتِ الهَوامش بقي الأساسُ صلباً قويّاً.

 وها هي الكويت اليوم.. تمرّ بأقسَى اختباراتِها في مَحاولات تفتيت الهويّة وتقسيم الأسماء والصفات والانتماءات.. وها هي السماءُ ملبّدة بالخفافيش.. وأنت يا والدي قد أغمضْتَ عينيكَ على كويتٍ محرَّرةٍ بعد أن اطمأننْتَ أنّ الأرض عادت إلى أهلِها، وأنّ الغُزاة الذين داهمونا فجراً عادوا إلى خيباتِهم وخزيهم.

هاهيي الكويت تبقى صامدة فتية قوية.. لاينقصها سوى شباب يشعرون بما بين أيديهم من نعمة عظيمة ومسؤولية كبيرة.

رحمك الله يا أبي الغالي.. يا مَن تعبْتَ سنين طويلةً في بناء وطنٍ جميلٍ، ثمّ ترجّلْتَ عن صهوةِ جوادِكَ بمحض إرادتك لتتفرّغ –بعدما ساهمت في بناء منزل الأسرة الكويتية الكبيرة- لبناء أسرَةٍ صغيرةٍ متجانِسة متآلِفة.. ما زالت حتّى هذه اللحظة كلّما اجتمعَتْ تذكُر حكاياتِك وكلماتِك ومحبَّتَك وحزنَك الطويلَ.

ما زلْتُ أرى بصَماتِك في الجيش والشرطة والإعلامِ والتعليم والطيران والرياضة.. وفي قلب وَالدتي التي لم يغِبْ ذِكرُكَ عن قلْبها يوماً واحداً.

.. كُنْتَ مِن نِعَم اللهِ علينا.. ولولا أنها سنّة الله في كونه وفي خلقه، والله غالب على أمره.. لما كان لهذه النعم أن تتسرَّب من قلوبنا لحظةَ ذكرى،  فأنت الحاضر الذي لم يغِبْ ذكره وذكراه، والربّانُ الذي يوجِّه السفينةَ في أعالي البحارِ رغم أنه قد رسا على شواطئ السكينة، وانحازَ لوداعة الخلود.. فعليك رحمات الله..

وكما قالت سعاد الصباح حفظها الله:

(قدر الكبير بأن يظل كبيرا)